شهد الموسم الحالي معاناة واضحة لريال مدريد على مستوى القيادة داخل الفريق، إلى جانب تراجع عامل الخبرة، خصوصًا في خط الوسط، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أداء الفريق.
فمع اعتزال توني كروس، ورحيل لوكا مودريتش في الصيف الماضي، وجد النادي الملكي نفسه أمام فراغ قيادي كبير داخل غرفة الملابس، ورغم وجود أسماء تملك شخصية قوية مثل داني كارفخال وأنطونيو روديجر، إلا أن غياب قائد تاريخي بحجم مودريتش ترك أثرًا لا يمكن تعويضه بسهولة، سواء على المستوى الفني أو الذهني.
ويبدو أن ريال مدريد ارتكب خطأً استراتيجيًا بعدم تجديد عقد لوكا مودريتش، خاصة أن اللاعب كان يرغب في الاستمرار والاعتزال بقميص النادي الملكي، واضعًا خبرته الطويلة في خدمة الفريق خلال مرحلة انتقالية حساسة،
قرار الرحيل لم يكن مجرد خسارة لاعب بحجم مودريتش، بل فقدان عقل كروي قادر على إدارة المباريات في اللحظات الصعبة، علماً أن النجم الكرواتي يقدم مستوى مميز رفقة ميلان هذا الموسم.
هذا الموسم، افتقد ريال مدريد لاعبًا يستطيع ضبط إيقاع اللعب، والخروج بالكرة تحت الضغط، وفرض السيطرة على وسط الملعب، في وقت لم يتحرك فيه النادي للتعاقد مع بديل جاهز خلال سوق الانتقالات الماضية، مكتفيًا بالاعتماد على العناصر الموجودة.
رحيل مودريتش لم يؤثر فنيًا فقط، بل سلب الفريق عاملًا مهمًا وهو الخبرة داخل غرفة الملابس، وهو ما ظهر جليًا من خلال بعض التوترات والمشاكل التي نشبت بين لاعبين والمدرب تشابي ألونسو، في ظل غياب شخصية قادرة على امتصاص الضغوط وفرض الانضباط.
ريال مدريد، الذي لطالما تميز عبر تاريخه بوفرة القادة داخل الفريق، افتقد هذا الموسم لهذا العنصر الحاسم، ما جعل قرار رحيل لوكا مودريتش يبدو اليوم خطأً كبيرًا من إدارة النادي، خاصة في ظل رغبة تشابي ألونسو في الإبقاء عليه خلال موسمه الأول، للاستفادة من خبرته وقيادته في مرحلة إعادة البناء.



